تحميل كتاب الوحل والنجوم PDF - أحمد لطفي
تحميل كتاب الوحل والنجوم PDF أحمد لطفي حصريا ومجانا من على موقع مكتبة بيت الحصريات .. رحتُ أبحث في الأخبار عن رفقاء، رأيتُ النابغة ومشيت معه في شوارع الحيرة، وقفت معه على باب الملك النعمان. وحكت لي الأحجار قصةَ الحيرة. وما ناسبَ اسم مدينةٍ مدينةٍ، مثلما تناسب الحيرة الحيرة. حكت لي الأحجارُ ملوكَها، وسيوفَها، ودروعَها الحجرية ونجمَها.
وحكت لي بعد كل ذلك وَحْلَها. لماذا تطوي الأرض المدنَ القديمة كأنها تُخفيها من القادمين. أيخاف الزمان أن يرى الإنسان وَحْلَه؟ أفرضَ على الإنسان تكرار مأساته؟ ورأيتُ بعيني نهايةَ الوحل وظهور النور.
رأيتُ نورَ النبي الذي نما كنجوم الليالي المَحاقية. ورأيتُ كيف يتحرر الإنسان من دنسه. ورأيتُ أيضًا أن الوحلَ مكتوبٌ على الإنسان بين عينيه هذا كُل شيء. هُنا نجومٌ ووحلٌ. هنا قصتك أنت، التي ستُحكى بعد ألفي سنة.”
كيف تتخيل العرب قبل الإسلام؟ أناسٌ يشربون الخمر ويحلبون العنز ويحاربون بعضهم لأتفه الأسباب؟ أو ربما تتخيلهم جُهّالًا في بيئةٍ من الظلام والرمل؟
في هذي القصص، أحاول تقديم صورةٍ جديدة، لجزيرة العرب قبل الإسلام، أساطيرها وشعراءها، ملوكها وأخبارها التي تناقلتها الألسن في ليالي السمر. وسألت نفسي، كيف أقدم لك الحكايات؟! فما وجدت غير قالب شهرزاد الفني، حيث يجلس الراوي، ويحكي عن راوٍ آخر، وآخر، وتتوالد الحكايات المنفصلة المتصلة، من بعضها إلى بعضها، فتصير كما كل حكايات العرب، شهرزادية. ولذا أنصحك بأن تقرأ هذي القصص بالمساء، تحت السماء، وأن تنظر للقمر لتسمع شهرزاد وهي تُمسك النجوم فترميها إليك، وتردها، حتى يؤذّن الديكُ، فيشد الليل الرحال، ويأتي الصباح، ويسكت الحكي المباح